توغو: استعادة الغابات في المنطقة الوسطى، بارقة أمل للبيئة والمجتمعات الريفية.

تشرع المنطقة الوسطى من توغو في تحول بيئي كبير من خلال إطلاق المرحلة الثانية من مشروع “الغابات من أجل المستقبل” (Forests4Future – F4F). وتُشرف على هذه المبادرة وزارة البيئة بدعم فني من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وبتمويل مشترك من ألمانيا ولوكسمبورغ، وتهدف إلى استعادة 1.4 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة في محافظات تشامبا، تشاودجو، سوتوبوا وحوض نهر مونو.

ولا يُعد المشروع مجرد برنامج لإعادة التشجير، بل يندرج ضمن رؤية شاملة للتجديد المستدام للأنظمة البيئية الغابية. فهو يسعى إلى استعادة التنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر، وتعزيز مرونة المناظر الطبيعية في مواجهة آثار التغير المناخي. من خلال إعادة الغابات، يسهم المشروع في تنظيم دورات المياه، والحد من تآكل التربة، وتحسين جودة الهواء، وهي منافع حيوية لصحة البيئة.

لكن تأثير المشروع لا يقتصر على البيئة فقط، بل يمثل أيضًا فرصة اقتصادية للمجتمعات المحلية. فمشروع “الغابات من أجل المستقبل” يدعم الزراعة الحرجية من خلال تعزيز منتجات طبيعية مثل العسل، الكاريتيه والنيري، مما يوفر مصادر دخل بديلة للسكان الريفيين الذين يعتمدون غالبًا على قطع الأشجار أو الممارسات الزراعية المكثفة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الأنشطة إلى زيادة دخل الأسر، والمساهمة في تقليص الفقر وتحسين مستوى المعيشة.

تمتد هذه المرحلة على مدى خمس سنوات، وتهدف إلى تحقيق ثلاث نتائج رئيسية: تعزيز القدرات الوطنية في مجال الاستعادة البيئية، تنفيذ خطط عمل ميدانية ملموسة، وتحسين ملموس في دخل السكان الريفيين.

ويتوافق المشروع مع التزامات توغو الدولية، لاسيما ضمن إطار مبادرة AFR100، ويُعد نقطة تحول في مكافحة تدهور الأراضي. كما يجسد التحالف بين حماية البيئة والتنمية المحلية، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر اخضرارًا وعدالة للأجيال القادمة.