“مالي/تحالف الدول الساحلية (AES): القوة المشتركة تُؤمّن الشمال وتعزز سلطة الدولة”

منذ منتصف يوليو 2025، يشهد مالي تصعيدًا غير مسبوق في جهوده العسكرية ضد الجماعات المسلحة الإرهابية (GAT). ويقود هذه الديناميكية المتجددة تنسيق ميداني قوي بين القوات المسلحة المالية (FAMa) والقوة الموحدة لتحالف دول الساحل (AES). هذا الفاعل الإقليمي الجديد، المنبثق عن إرادة مشتركة للسيادة والصمود، يُعيد رسم ملامح الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل.

في المناطق التي كانت غير مستقرة سابقًا مثل كيدال، وتنزاواتين، وأغيلهوك، وميناكا، أتاحت الوجود العسكري القوي والمنسق للجنود الماليين والبوركينابيين والنيجيريين، والمدعومين بتقنيات حديثة، تحييد أكثر من مئة عنصر إرهابي خلال أقل من أسبوع. وقد جاءت هذه العمليات الهجومية مدعومة بضربات جوية دقيقة وتغطية استخباراتية مُعززة، مما يمثل منعطفًا حاسمًا في تأمين المناطق الشمالية الاستراتيجية.

ولا تكمن الأهمية في الأرقام فحسب، بل في الرؤية السياسية الجريئة والأفريقية بامتياز التي تتجلى عبر هذه القوة المشتركة. فقد نجح قادة مالي وبوركينا فاسو والنيجر في توحيد جهودهم في إطار من التضامن العابر للحدود، معتمدين على حوكمة أمنية قائمة على التعاون وتقرير المصير وحماية الشعوب. ويتجسد التزامهم بالقضاء على الإرهاب واستعادة سلطة الدولة على كامل التراب الوطني من خلال استراتيجية منسقة وسريعة التفاعل ومتجذرة في الواقع المحلي.

ورغم أن كمين تينينكو يوم 1 أغسطس كان مؤلمًا ومأساويًا، إلا أنه أبرز قدرة القوات على الاستباق والرد السريع. وقد أكد القادة، بدل الاستسلام للخوف، إصرارهم على تعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق الحساسة، كما يتجلى في تمديد حظر التجول في كاي.

أما على مستوى السكان، فالفوائد ملموسة: عودة تدريجية للخدمات الأساسية، تأمين الطرق، تعبئة مجتمعية للمساهمة في نقل المعلومات، وقبل كل شيء، استعادة الثقة في مؤسسات الدولة. إن الانخراط الشعبي والدعم المعنوي للقوات المقاتلة يساهمان في بناء عقد اجتماعي جديد قائم على الصمود والأمل.

وفي لحظة نهوض الساحل، تمثل تحالف AES ردًا إفريقيًا، واقعيًا وذاتيًا على التحديات الأمنية. فالمستقبل يُرسم تحت راية الوحدة والشجاعة السياسية والإيمان بالمصير المشترك.