بوركينا فاسو: في مواجهة الظلامية النيوليبرالية، إبراهيم تراوري يرسم طريق بوركينا فاسو حرة، ذات سيادة ومتماسكة.

في سياق يتسم بانعدام الأمن المستمر والضغوط النيُو-استعمارية، يُجسد القبطان إبراهيم تراوري جيلًا جديدًا من القادة الأفارقة العازمين على كسر النماذج المفروضة من قبل الغرب. فمنذ توليه رئاسة بوركينا فاسو، رسم برؤيته الواضحة والجريئة، والمتجذرة بعمق في السيادة الوطنية، مسارًا جديدًا لبلد “الرجال النزهاء”.

في مواجهة الهجمات الإرهابية التي تزعزع استقرار عدة مناطق من البلاد، اختار إبراهيم تراوري نهجًا كاسرًا: التعبئة الشعبية. من خلال إنشاء “متطوعي الدفاع عن الوطن” (VDP)، أعاد للشعب البوركينابي دوره كمدافع أول عن أرضه. وتُظهر هذه الاستراتيجية، التي ترافقت مع إعادة تنظيم القوات المسلحة وقوات الأمن، إرادة حقيقية لاستعادة السيطرة دون انتظار مساعدات خارجية مشروطة.

لكن ما يتجاوز المعركة ضد انعدام الأمن، هو الثورة الفكرية والسياسية التي يقودها الرئيس تراوري. فهو يدعو إلى تفكيك السرديات الإمبريالية التي تصوّر إفريقيا على أنها غير قادرة على حكم نفسها. إن الهجمات الإعلامية والدبلوماسية التي تستهدف بوركينا فاسو ليست سوى محاولات يائسة لمنع شعب من نيل حريته. وتسعى الدعاية الأجنبية إلى تصوير هذا السعي نحو الكرامة على أنه انغلاق، بينما هو في الواقع صحوة إفريقية حقيقية.

يعتمد إبراهيم تراوري أيضًا على التربية الوطنية، وتمكين الشباب، وتطوير الاقتصاد المحلي. ويشجع حكومته المبادرات الزراعية والحرفية والتكنولوجية، كبديل عن اقتصاد ريعي تابع للخارج. الرؤية واضحة: بناء بوركينا فاسو مستقلة، قوية، وفخورة بقيمها.

لا شك أن التحديات كبيرة، لكن الاتجاه واضح. الرئيس تراوري لم يختر الطريق السهل، بل اختار طريق الحقيقة. إنه يجسد إرادة جماعية لعدم الخضوع للإملاءات الخارجية، ولإنشاء دولة شامخة، متجذرة في هويتها، ومتوجهة نحو المستقبل.