لقد خطا غانا خطوة حاسمة في ثورته الرقمية من خلال الإطلاق الرسمي لبرنامج “مليون مبرمج” على يد الرئيس جون دراماني ماهاما. وتُعدّ هذه المبادرة إحدى الركائز الأساسية في أجندة إعادة التهيئة الوطنية، وتهدف إلى تزويد الشباب بالمهارات الأساسية لعصر الرقمنة.
وخلال الحفل الذي أُقيم في العاصمة أكرا، شدّد رئيس الدولة على البعد التحويلي لهذا المشروع قائلاً: “لا يتعلق الأمر بمجرد تدريب تقني، بل هو استثمار استراتيجي لبناء اقتصاد معرفي تنافسي على المستوى العالمي”.
وتندرج هذه المبادرة ضمن رؤية متعددة الأفق؛ فعلى المدى المتوسط، ستساهم في سد الفجوة في المهارات الرقمية وتحفيز بيئة الشركات الناشئة المحلية، أما على المدى البعيد، فستعمل على ترسيخ مكانة غانا كمركز تكنولوجي إقليمي ومحفّز للابتكار.
أما الآثار الاقتصادية المتوقعة، فتشمل خلق مئات الآلاف من الوظائف المؤهلة، وزيادة ملحوظة في مساهمة القطاع الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، فضلاً عن تقليص الاعتماد على القطاعات التقليدية.
وتتميّز هذه المبادرة بنهجها الشامل، حيث تُولي أولوية للشباب من خريجي الجامعات، وتستهدف النساء بنسبة 40% من المستفيدين، كما تُوسّع نطاقها ليشمل المناطق الريفية من خلال شبكة وطنية لمراكز التدريب.
من خلال تدريب واسع النطاق على مهن البرمجة، تمنح غانا لنفسها الوسائل لتحقيق سيادتها الرقمية، وتُهيّئ شبابها لمواجهة تحديات الاقتصاد المستقبلي. وتمثّل هذه المبادرة منعطفاً حاسماً نحو ازدهار قائم على المعرفة والابتكار.
