غانا: «برنامج أطعموا غانا»… رهان السيادة الغذائية في قلب بلد يشهد تحوّلاً. 4o

في مواجهة التبعية الغذائية المستمرة التي كلّفت البلاد 2.5 مليار دولار في عام 2024، شرع غانا في منعطف حاسم. ففي يوم السبت 12 أبريل 2025، أطلق الرئيس جون ماهاما رسميًا برنامج «أطعموا غانا» (Feed Ghana Programme)، وهو مبادرة طموحة تهدف إلى تحويل الزراعة الوطنية بشكل دائم وتعزيز السيادة الغذائية في البلاد.

فمع واردات غذائية تُقدّر بـ38.9 مليار سيدي في عام 2024، يُخصص أكثر من 53% منها للحبوب والزيوت واللحوم والأسماك والسكريات، أصبحت الميزانية التجارية لغانا هشة وأمنها الغذائي مهدّد. وفي ظل تراجع تدريجي للتضخم الغذائي من 28.1% في فبراير إلى 26.5% في مارس 2025، تسعى الحكومة إلى الاستفادة من هذا التوجه لإحداث تغيير في النموذج الزراعي.

يُعتبر برنامج «أطعموا غانا» إطارًا شاملاً يدمج جميع المبادرات الزراعية القائمة، ويرتكز على أربعة محاور استراتيجية: زيادة الإنتاج الغذائي، تعزيز الممارسات الزراعية الحديثة، تقوية البنية التحتية الريفية، وتطوير مناطق زراعية صناعية في جميع مناطق البلاد.

ومن أبرز رهانات البرنامج: تعبئة الأسر والمجتمعات والمؤسسات حول إنتاج الغذاء. حيث تشجّع الحكومة على زراعة الخضروات مثل الطماطم والباذنجان والفلفل على المستوى المنزلي لتقليص نفقات الغذاء وزيادة الاعتماد الذاتي للأسر. كما يتم إشراك المدارس التي تملك أراضٍ زراعية في العملية، حيث أعلن الرئيس ماهاما أن هذه الأراضي ستُستخدم لزراعة منتجات مخصصة للمطاعم المدرسية، إضافة إلى تربية محدودة للماعز أو الأبقار أو الأغنام، في إطار تعزيز الاستقلال الغذائي والترويج للمهن الزراعية بين الشباب.

ويُدمج البرنامج ضمن خطة التحول الاقتصادي (AETA)، ويستفيد من دعم مالي يبلغ 1.5 مليار سيدي ضمن ميزانية 2025. ويُعد هذا البرنامج عنصرًا أساسيًا في الاستراتيجية الزراعية الوطنية، إلى جانب مبادرات أخرى مثل مشروع تطوير الحبوب، مشروع الخضروات، وبرنامج «Nkoko Nkitinkiti».

وما وراء كونه مجرد برنامج تقني، يُعد «أطعموا غانا» سياسة شاملة تهدف إلى إعادة ربط المواطنين بالأرض، وخلق فرص عمل مستدامة في سلاسل الإنتاج الزراعي والزراعي الصناعي، وتقليص الاعتماد الخارجي في سياق عالمي يشهد تزايدًا في التحديات وعدم اليقين.