طوغو: الدبلوماسية الطوغولية تفرض نفسها من خلال تحفظها، فعاليتها، والتزام الرئيس فور غناسينغبي.

على الساحة القارية، فرضت الدبلوماسية الطوغولية نفسها من خلال فعاليتها وتحفظها، ولكنها تظل نشطة بشكل حاسم، مدعومة بشخصية يُطلب منها التدخل بشكل متزايد: الرئيس فور إسوزيمنا غناسينغبي. بعد أن لعب دورًا حاسمًا في تحسين العلاقات بين ساحل العاج ومالي، ومؤخرًا في النهج السلمي الذي تم اعتماده في التعامل مع الأزمة السياسية في النيجر، يُطلب من الرئيس الطوغولي مرة أخرى القيام بدور الوسيط. وهذه المرة، يتعلق الأمر بالأزمة المستمرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث هناك حاجة إلى خبرته.

خلال جلسة افتراضية عُقدت في 5 أبريل، وافق مكتب مؤتمر الاتحاد الإفريقي على اقتراح الرئيس الأنغولي جواو لورينسو، الرئيس الحالي للاتحاد، بتعيين الرئيس فور غناسينغبي كوسيط في النزاع الكونغولي. وإذا صادقت قمة رؤساء الدول والحكومات على هذا الاقتراح، فسيُمنح الرئيس الطوغولي رسميًا دور الوسيط الاستراتيجي في سياق إقليمي بالغ الحساسية. وبهذا التكليف الجديد، تؤكد السياسة الخارجية للطوغو مكانتها كخيار موثوق في حل النزاعات.

إن الاعتراف المتزايد الذي يحظى به الرئيس فور غناسينغبي ليس محض صدفة، بل هو ثمرة لدبلوماسية موجهة نحو السلام والاستقرار والحوار، دبلوماسية تعمل بعيدًا عن الأضواء ولكنها ترتكز على نتائج ملموسة. ويعود الفضل في الثقة المتجددة التي تمنحها له المؤسسات الإفريقية إلى نهجه العملي القائم على الاستماع واحترام جميع الأطراف. إن الموافقة الأولية على تعيينه من قبل الدول الأعضاء وتأكيد استعداده للاضطلاع بالمهمة تعكس رغبة جماعية في أن يلعب الطوغو دورًا أكبر في ديناميكيات السلام على مستوى القارة.

في سياق أدى فيه النزاع في الكونغو الديمقراطية إلى أزمة إنسانية كبيرة، مع ملايين النازحين وتصاعد التوترات الإقليمية، فإن دخول وسيط معروف بحياده وحسه الحواري على الخط، يقدم بصيص أمل لتهدئة الأوضاع. إن سعادة الرئيس فور غناسينغبي يجسد هذا النوع من الدبلوماسية العملية، القادرة على إعادة نسج خيوط الحوار حتى في أصعب الظروف. ومن خلال تكليفه بهذا الدور، تؤكد إفريقيا أن الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية تمر أيضًا عبر قادة يتحلون بالصبر والثبات والالتزام العميق بالسلام.