تستضيف العاصمة التوغولية لومي، منذ 15 أبريل 2025، لقاءً قاريًا بالغ الأهمية حول الأمراض المدارية المُهملة (MTN). يجتمع فيه نحو 150 خبيرًا في الصحة العامة من 48 دولة إفريقية، تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، بهدف صياغة استراتيجيات مشتركة لمكافحة هذه الأمراض التي تمسّ بشكل رئيسي الفئات السكانية الأكثر هشاشة.
وقد نُظم هذا اللقاء الدولي تحت شعار: «الابتكار لتسريع التقدم: مسارات نحو القضاء على الأمراض المدارية المُهملة»، ويهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: تقييم التقدم المحرز في مكافحة هذه الأمراض، تحديد العراقيل المستمرة، ووضع مقاربات مبتكرة لبلوغ أهداف عام 2030.
وتكمن خصوصية هذا اللقاء في نهجه التشاركي. حيث يؤكد أغبيتيـافا كوفي، ممثل المجتمعات الإفريقية لدى منظمة الصحة العالمية، على أن “إشراك المجتمعات المتأثرة أمرٌ أساسي لتصميم حلول ملائمة”.
وقد برز كل من الابتكار التكنولوجي والتعاون الإقليمي كأولويات أساسية. حيث يناقش المشاركون عدداً من المحاور من بينها: الأساليب الجديدة للتشخيص، العلاجات المبتكرة، آليات التمويل المستدام، واستراتيجيات الوقاية المجتمعية.
ويقدم توغو، البلد المضيف، مساهمة قيّمة في هذه النقاشات. فهو أول بلد إفريقي ينجح في القضاء على أربع من الأمراض المدارية المُهملة (داء التنينات، داء الفيل، داء المثقبيات الإفريقي البشري، والتراخوما)، ويقوم بمشاركة خبرته مع باقي دول القارة.
ويقول أمادو بايلو ديالو، الممثل المؤقت لمنظمة الصحة العالمية في توغو، إن “اختيار لومي لعقد هذا اللقاء يعكس اعترافًا دوليًا بجهود توغو في هذا المجال”. ويأمل البلد في استغلال هذه المنصة لتعزيز الشراكات الإقليمية وتشجيع المقاربات متعددة القطاعات.
وتندرج أعمال هذا اللقاء في إطار خارطة الطريق العالمية للقضاء على الأمراض المدارية المُهملة، وتهدف إلى تسريع التقدم في القارة الإفريقية، حيث لا تزال هذه الأمراض تحصد الأرواح وسط أفقر السكان.
ويمثل هذا الحدث محطة مهمة في التعبئة القارية ضد MTN، وقد يفضي إلى إنشاء إطار تعاون مُعزز بين الدول الإفريقية، تتبعه التزامات ملموسة لتكثيف الجهود خلال السنوات المقبلة.