منذ توليه السلطة، جعل الرئيس التوغولي فور غناسينغبي من المساواة بين الجنسين أولوية سياسية. ويتجلى التزامه من خلال إجراءات ملموسة تهدف إلى ضمان تمثيل أكثر توازناً للنساء في مراكز اتخاذ القرار. وقد شُكّل اعتماد قانون المساواة عام 2018 خطوة محورية في هذا الاتجاه، إذ فرض على الأحزاب السياسية تقديم عدد متساوٍ من النساء والرجال خلال الانتخابات. وبفضل هذا القانون، شهدت الانتخابات المحلية لعام 2019 تقدماً ملحوظاً، حيث ارتفع عدد النساء المنتخبات بنسبة 67٪ مقارنة بالاقتراع السابق.
ولا تقتصر إرادة الرئيس في تعزيز دور المرأة على الجانب التشريعي فقط، بل تجسدت أيضاً في تعيين عدد أكبر من النساء في الحكومة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، تعيين السيدة فيكتور توميغا-دوغبِه في منصب رئيسة الوزراء، لتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ توغو، ما يعكس الديناميكية الجديدة التي يقودها رئيس الدولة. كما حرص على إسناد حقائب وزارية استراتيجية لنساء أخريات، تأكيداً على دورهن الحيوي في تسيير الشأن العام.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أسس الرئيس غناسينغبي بيئة أكثر ملاءمة لدعم النساء. ففي عام 2019، أُنشئ “صندوق دعم المبادرات الاقتصادية للنساء” (FAIEF) بهدف تسهيل وصول رائدات الأعمال إلى التمويل. وقد مكّن هذا الصندوق العديد من النساء من تنفيذ مشاريعهن، وساهم في خلق فرص عمل، خصوصاً في المناطق الريفية، مما يشكل خطوة هامة نحو التمكين الاقتصادي للمرأة.
أما في مجال التعليم، فقد اعتُبرت سُبل تعزيز تعليم الفتيات ركناً أساسياً في هذه السياسة الطموحة. فمنذ عام 2010، ساهم إطلاق “البرنامج الوطني لتعليم الفتيات” في تمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر شمولاً. وقد أدى هذا البرنامج إلى فتح مدارس جديدة وتدريب معلمين على مراعاة احتياجات الفتيات، مما أسهم في رفع معدلات الالتحاق بالمدارس الابتدائية.
ومن خلال هذه المبادرات المتعددة، يعبّر الرئيس فور غناسينغبي عن رؤية واضحة مفادها أن المساواة في الفرص بين النساء والرجال هي رافعة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة في توغو.