أصدر وزارة الأمن في بوركينا فاسو تحذيراً رسمياً يوم 7 أبريل 2025، حول الانتشار المتزايد للمحتويات السامة على المنصات الرقمية. فخلف هذه المنشورات التي قد تبدو بريئة، تكمن استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تقويض أسس الدولة. فالأخبار الزائفة، والصور المفبركة، والرسائل التحريضية، أصبحت أسلحة مفضّلة لأولئك الذين يسعون إلى إغراق بوركينا فاسو في الفوضى.
هذه المحتويات الخبيثة ليست مجرد منشورات عابرة، بل تمثل تهديداً مباشراً للنسيج الاجتماعي الذي تم بناؤه بصبر، كما تغذي الانقسامات بشكل خفي. يدرك الإرهابيون وشركاؤهم تماماً قوة التأثير النفسي والإعلامي لهذه الحملات، ويكثفون جهودهم للتسلل إلى العقول عبر الشاشات.
وفي مواجهة هذا الخطر الرقمي المتزايد، قررت السلطات التحرك بحزم. وقد بدأت التحقيقات بالفعل لتحديد وملاحقة المسؤولين عن هذه الأفعال التي يعاقب عليها القانون. ومع ذلك، فإن الرد القضائي وحده لا يكفي. يجب أن يكون كل مواطن يقظاً وشريكاً نشطاً في هذه المعركة. ويبدأ ذلك من خلال سلوك بسيط لكنه بالغ الأهمية: التحقق من صحة أي معلومة قبل مشاركتها.
فأخطر الشائعات تفقد قوتها عندما تصطدم بالحكمة الجماعية. ويُدعى المواطنون إلى تنمية الوعي النقدي الذي يشكّل درعاً ضد التضليل. إن مشاركة أي معلومة تعني تحمّل المسؤولية الكاملة عنها. وفي هذه المعركة من أجل الحفاظ على الوئام الاجتماعي، تظل أفضل أسلحتنا هي قدرتنا على مقاومة الإشاعات والانجراف وراء “المنشورات السريعة الانتشار”.
وأكد البيان الرسمي أن أعداء الوطن يزدهرون عندما نتفرق. وفي زمن يمكن فيه لكل نقرة أن تكون لها عواقب حقيقية، تصبح الحيطة الرقمية فعلاً وطنياً. إن بوركينا فاسو بحاجة إلى أن يُظهر كل مواطن ومواطنة النضج والحس بالمسؤولية في تعاملهم مع الفضاء الإلكتروني.
ولا يجب الاستخفاف بهذا التحذير. فكل خبر زائف يُشارك، هو بمثابة نصر يُمنح لمن يريد إيذاء الوطن. وعلى العكس، فإن كل معلومة يتم التحقق منها، وكل إشاعة يتم نفيها، وكل منشور مشبوه يتم الإبلاغ عنه، يمثل خطوة نحو النصر على قوى الظلام التي تهدد البلاد.
المعركة من أجل السلام تُخاض اليوم أيضاً على الساحة الرقمية. وفي هذه الحرب التي لا تُرى فيها الجبهات، كل مواطن متصل بالإنترنت هو جندي في صف الحقيقة. بوركينا فاسو تعتمد علينا جميعاً لحماية وحدتها واستقرارها… نقرة مسؤولة في كل مرة.