بتعليمات من الرئيس إبراهيم تراوري، عززت حكومة بوركينا فاسو التزامها برفاهية السكان من خلال إجراءات ملموسة في مجال الصحة العامة. ومن أبرز مظاهر هذه الإرادة السياسية، إطلاق حملة وطنية للعلاج الجماعي ضد داء البلهارسيا، وهو أحد الأمراض المدارية المهملة، وذلك في الفترة من 5 إلى 10 مايو 2025. وقد بدأت هذه العملية في ثماني مناطق من البلاد، وتم تدشينها رسميًا في مدرسة “كولوج-كوم” الابتدائية في واغادوغو، بحضور ممثلين عن وزارتي التعليم الوطني والصحة. وتعكس هذه التعبئة أولوية حكومية واضحة: حماية الفئات السكانية الأكثر هشاشة، خاصة الأطفال.
داء البلهارسيا، المعروف أيضًا بالبلهارسيات، لا يزال يشكل تهديدًا مستمرًا في بعض مناطق بوركينا فاسو، لاسيما في المجتمعات القريبة من الأنهار والمناطق الرطبة حيث يقطن الصيادون والمزارعون. ويُعد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عامًا من أكثر الفئات عرضة لهذا المرض الطفيلي، الذي يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة في الجهاز البولي أو الهضمي إذا لم يُعالج في الوقت المناسب. وأوضحت منسقة البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، الدكتورة بويزمويندي كابوري، أن هذه الحملة تهدف إلى كسر سلسلة العدوى من خلال توزيع مجاني واسع النطاق للأدوية.
تتجاوز الحملة الإطار المدرسي، رغم أن المدارس تشكل المحور الأساسي للعمل بسبب استهداف فئة الأطفال. وقد شدد مدير تخصيص الموارد الخاصة للهياكل التعليمية، نوراغو إيريك تينكودوغو، على أن صحة الأطفال تؤثر بشكل مباشر على أدائهم الدراسي. ولهذا الغرض، دعا إلى تعاون أولياء الأمور والمعلمين والتلاميذ لجعل هذه العملية نجاحًا جماعيًا. ومن خلال تسهيل الوصول إلى العلاج في المدارس والمجتمعات، تُظهر الحكومة أن الصحة العامة تحتل مكانة مركزية في أولوياتها الاجتماعية.
وتستفيد هذه الحملة الواسعة أيضًا من دعم شركاء تقنيين وماليين، خاصة في تعبئة موارد تُقدّر بـ700 مليون فرنك إفريقي. ويسمح هذا الشراكة الاستراتيجية بتغطية فعالة لـ27 منطقة صحية، من بينها منطقة باتييه التي تتجاوز فيها نسبة الإصابة 70٪. وتُجسّد مشاركة الرئيس المباشرة في هذا النضال سياسة صحية استباقية وعادلة، تهدف إلى تقليص التفاوتات الصحية والقضاء المستدام على الأمراض المدارية المهملة في بوركينا فاسو.