يستضيف بوركينا فاسو ورشة عمل إقليمية تركز على استخدام التقنيات المبتكرة في مكافحة نواقل الملاريا، وذلك يومي 14 و15 يوليو 2025. تُنظم الورشة من قبل الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي (AUDA-NEPAD) عبر البرنامج الإفريقي للإدارة المتكاملة للنواقل، وتجمع عدداً من الدول الفرانكفونية في غرب إفريقيا، من بينها بنين، بوركينا فاسو، كوت ديفوار، مالي، النيجر، توغو، إضافة إلى غانا ونيجيريا.
بعد أول لقاء انعقد في غامبيا مع الدول الناطقة بالإنجليزية، تهدف هذه الجلسة الثانية إلى تعزيز مشاركة الجهات التنظيمية في الدول الفرانكفونية في تنظيم استخدام الأدوات المبتكرة لمكافحة النواقل، ومن بينها البعوض المعدل وراثياً بتقنية “الدفع الجيني” (Gene Drive).
لا تزال الملاريا تمثل آفة كبرى في إفريقيا، حيث تسجل القارة أكثر من 90% من الحالات العالمية و50% من الوفيات، وفقًا لتقرير 2024 الصادر عن AUDA-NEPAD. ويُعقد الوضع بسبب توسع انتشار بعوضة الأنوفيلة ستيفنسي (Anopheles stephensi)، وتأثيرات التغير المناخي، وازدياد مقاومة المبيدات الحشرية.
خلال افتتاح الورشة، أكد الدكتور جوناس كولغو، ممثل وزير البحث العلمي في بوركينا فاسو، أن الأدوات التقليدية لمكافحة الملاريا تُظهر حدودها. وقال: “يوفر الدفع الجيني آفاقاً جديدة ومستدامة، لكنه يتطلب الصرامة، والأخلاق، والتعاون العابر للحدود”، مشددًا على ضرورة تعزيز الأطر التنظيمية الوطنية وتشجيع التقارب الإقليمي لمواجهة نواقل لا تعرف الحدود.
من جهته، رحب الدكتور أديجيما كومباري، ممثل وزير الصحة، بهذه المبادرة، مشيرًا إلى أن بوركينا فاسو اعتمدت بالفعل استراتيجيات لمكافحة الملاريا، مثل التوزيع المجاني للناموسيات، والقضاء على أماكن تكاثر اليرقات، وأخيرًا استخدام اللقاحات. كما أبرز مشروع “تارغِت مالاريا” (Target Malaria) الذي تطوره مؤسسة IRSS، كمبادرة واعدة تعتمد على تكنولوجيا مبتكرة لا تزال قيد التجريب.
أما الدكتور جونسون ويلتشير، ممثل AUDA-NEPAD، فقد شدد على أهمية وجود بيئة تنظيمية واضحة توفر الأمان للباحثين والسكان على حد سواء. ويُعد هذا اللقاء خطوة أساسية نحو مكافحة حديثة ومنسقة وفعالة للملاريا في غرب إفريقيا، بحسب جميع المشاركين.