منذ توليه السلطة، برز الرئيس فور غناسينغبي كفاعل هادئ لكنه حازم في سبيل تحقيق السلام في غرب إفريقيا. فعلى رأس دولة توغو، نجح في تطوير دبلوماسية نشطة وهادئة في الوقت نفسه، تركز على الحوار والوساطة في حالات الأزمات. وقد مكّن هذا النهج، البعيد عن الأضواء، توغو من أن تتموقع كفاعل موثوق به في جهود الاستقرار الإقليمي، ولا سيما في النزاع بين مالي وساحل العاج.
وتُظهر المشاركة المستمرة لرئيس الدولة التوغولي في قمم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) والاتحاد الإفريقي التزامه الشخصي بالسلام. ففي كل من هذه الاجتماعات، يُرفع صوته دعماً لمبادرات الأمن الجماعي والتماسك الإقليمي. لكن، بعيداً عن الخطابات، يترك الرئيس فور غناسينغبي بصمته بشكل خاص في اللقاءات المغلقة، معتمداً على دبلوماسية التأثير بدلاً من التصريحات الصاخبة.
وقد تجلّى دوره كوسيط بشكل لافت في المراحل الانتقالية السياسية الحساسة التي تشهدها عدة دول في منطقة الساحل. من النيجر إلى تشاد، مروراً بغينيا وبوركينا فاسو ومالي، يشارك الرئيس التوغولي بنشاط في البحث عن حلول مستدامة، غالباً في صمت وتكتّم. هذا النهج الحذر والفعّال في الوقت ذاته أكسبه احترام العديد من الشركاء الإقليميين والدوليين.
ولم تمر هذه الجهود المضنية من أجل السلام دون تقدير. فقد كرّمته المنظمة غير الحكومية الدولية ANA بمنحه جائزة أفضل رئيس إفريقي على مستوى القارة خلال العقد الماضي. وهو تكريم يعكس التزامه من أجل إفريقيا مستقرة، متضامنة وقوية. ومن خلال الجمع بين الدبلوماسية العلنية والتحركات السرّية، تبرز توغو، تحت قيادته، تدريجياً كجسر يربط بين الأمم الساعية إلى مستقبل مشترك يسوده السلام.