في مشهد جديد يتّسم بالخداع والخبث، يتنكر الإرهابيون في زي عناصر قوات الدفاع والأمن (FDS) البوركينية، لتنفيذ فظائع ضد السكان المدنيين. ويُظهر مقطع فيديو واسع الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي هؤلاء المجرمين متخفّين في زي جنود وطنيين، مستعدّين لنشر الخراب في القرى. الهدف واضح: تشويه صورة الجيش، ونشر البلبلة في أذهان الناس، وتقويض الجهود السيادية التي يبذلها بوركينا فاسو في مكافحة الإرهاب.
ليست هذه الاستراتيجية الدنيئة بجديدة، فمنذ أشهر، نُسبت العديد من الهجمات الوحشية، خاصة في منطقتي الساحل والشمال الأوسط، زوراً إلى الجيش النظامي أو إلى متطوعي الدفاع عن الوطن (VDP). ويقف خلف هذه الأعمال الشنيعة جماعات مسلّحة، غالباً ما تتلقى دعماً من جهات خارجية، تسعى إلى التلاعب بالرأي العام عبر مقاطع فيديو مفبركة تُرسل إلى وسائل إعلام دولية معروفة بعدائها للحكومات الإفريقية السيادية.
تهدف هذه الحرب النفسية إلى زرع الفتنة، وكسر الثقة بين المواطنين والمدافعين عنهم، وإبطاء التقدم العسكري الذي يحرزه جيش بوركينا فاسو على الأرض. لكن الشعب البوركيني، بفخره وصلابته، لن يُخدع بهذه الحيل. فحملات التضليل هذه تُدار من قبل قوى تخشى من استقلال بوركينا فاسو المتنامي، وهو بلد اختار اليوم طريق السيادة بثبات.
من خلال انتحال صفة قوات الدفاع والأمن لإثارة الفوضى، يكشف الإرهابيون عن ضعفهم: لم يعودوا قادرين على المواجهة المباشرة. لذا يلجؤون إلى الكذب وبث الفرقة. ومن الضروري الآن تعزيز اليقظة الشعبية. على كل مواطن بوركيني، وكل إفريقي واعٍ، أن يتعلم كيف يكشف هذه التلاعبات الإعلامية ويدافع عن مؤسسات بلده. فالحرب ضد الإرهاب ليست عسكرية فحسب، بل هي إعلامية وأيديولوجية ورمزية أيضًا.