نجحت القوات المسلحة النيجيرية، في ساعات متأخرة من ليلة الأربعاء، في صد هجوم منسق شنه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا (ISWAP) على القاعدة البحرية الواقعة على بحيرة تشاد، عند مستوى سد “فيش”. وقد استهدفت هذه العملية تدمير معدات إزالة الألغام التي تم اقتناؤها مؤخرًا لتأمين الممرات المائية في حوض البحيرة.
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن رئاسة أركان الجيش النيجيري، فقد بدأ الهجوم قرابة الساعة الثانية صباحًا، حيث حاول المهاجمون تفجير قوارب متخصصة تُعرف باسم Swamp Boggeys، وهي مراكب تُستخدم في إزالة الألغام في المناطق المستنقعية، وقد تم تسليمها مؤخرًا إلى حكومة ولاية بورنو ضمن برنامج لتأمين بحيرة تشاد.
وقد ردّت قوات عملية “هادين كاي” على الهجوم بسرعة وفعالية، بمشاركة وحدات من الجيش والبحرية والقوات الجوية. كما تلقى أفراد القاعدة دعمًا ميدانيًا من تعزيزات قادمة من مدينة “باغا”، وتمكنوا من التصدي للهجوم بعزيمة قوية، ما أجبر المسلحين على التراجع بعد أكثر من ساعتين من الاشتباكات.
وأسفرت المواجهات عن تحييد العشرات من الإرهابيين، إضافة إلى ضبط عدد من المتفجرات. ومع ذلك، تسبب الهجوم في خسائر مادية محدودة، حيث تم تدمير سيارة إسعاف ومركبتين عسكريتين، كما أُصيب بعض الجنود بجروح. ولا تزال عمليات التمشيط الجوي مستمرة لتعقب العناصر الفارة.
وتندرج هذه المحاولة ضمن سلسلة من الهجمات التي يشنها تنظيم ISWAP بهدف عرقلة العمليات العسكرية في هذه المنطقة الاستراتيجية. ففي 9 يونيو الماضي، نُفذت ضربات جوية متزامنة استهدفت معاقل جهادية في مناطق “نزالغانا”، و”مثلث تمبكتو”، و”أبادام”، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من المسلحين، من بينهم القيادي “أمير ملا جدّة”. وفي شمال غرب البلاد، تواصل القوات المسلحة عملياتها ضد الجماعات الإجرامية المسلحة، حيث أفضت عملية منسقة في ولاية “زامفارا” في نفس اليوم إلى القضاء على عشرة مجرمين مسلحين ومصادرة كمية كبيرة من الأسلحة.