الرئيس فور غناسينغبي، الوسيط المعيّن من قبل الاتحاد الإفريقي في أزمة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، يباشر مهمته لإعادة إطلاق الحوار بين كينشاسا وكيغالي
يباشر رئيس جمهورية التوغو، فخامة السيد فور غناسينغبي، بصفته الوسيط المعيّن من قبل الاتحاد الإفريقي في أزمة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مهمته النبيلة الرامية إلى إعادة إحياء المفاوضات بين كينشاسا وكيغالي، سعياً نحو مصالحة دائمة وسلمية بين الطرفين.
وفي إطار نهج دبلوماسي تدريجي ومدروس، بدأ الرئيس التوغولي جولة إقليمية شملت البلدان المعنية بالأزمة، بهدف الاستماع، والتشاور، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف الحوار. وقد استهل مهمته بلقاء مع نظيره الأنغولي، الرئيس جواو لورينسو، الذي سبق له أن تولّى ذات المهمة في إطار جهود السلام بالمنطقة.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تأكيد استمرارية المبادرات الإفريقية من أجل السلام، حيث حرص الرئيس غناسينغبي على الاستفادة من تجربة سلفه في الوساطة، وتعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين الإقليميين من أجل التوصل إلى حل دائم يعيد الاستقرار إلى منطقة البحيرات الكبرى.
بعد زيارته للعاصمة الأنغولية لواندا، توجّه الرئيس فور غناسينغبي إلى كينشاسا حيث التقى برئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فليكس تشيسيكيدي. وقد جرت بين الجانبين محادثات بنّاءة تندرج في إطار مسار السلام والمصالحة.
ومن هناك، واصل الرئيس التوغولي مهمته الدبلوماسية متوجّهًا إلى كيغالي لعقد لقاء ثنائي مع الرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي تُوجّه إليه اتهامات بدعم متمردي حركة “M23” المتورطة في النزاع المسلح بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وبعد هذه الجولة التشاورية مع مختلف الأطراف المعنية بالأزمة في شرق الكونغو، بات بإمكان الرئيس فور غناسينغبي أن يؤدي دوره الحساس كوسيط بين كينشاسا وكيغالي، بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة وتحقيق عودة سريعة إلى الاستقرار في تلك المنطقة المتوترة من البلاد.
ويُذكر أن فور غناسينغبي، الذي برز خلال السنوات الأخيرة كفاعل محوري في العديد من جهود الوساطة في النزاعات الإقليمية، سيعتمد على دبلوماسيته النشطة والفعالة من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، في سبيل تسوية سلمية وشاملة للأزمة التي تعصف بمنطقة البحيرات الكبرى.